أثر الاساطير الرافدينية في رسومات الواسطي - المقامة العُمانية أنموذجاً

الملخص

رسومات الواسطي هي المحاولة الأولى لتوثيق المشهد العربي قبل اكثر من 778 عاماً تقريباً، وقد اقترنت تلك الرسومات بمادة ادبية رفيعة والعلاقات بين الكلمات والجمل الشعرية تقابلها علاقات فنية وجمالية ولونية في الرسم فهي جميعها مخرجات لإحساس اتفق في الإبداع واختلف في لغة التعبير، ابدع الواسطي في رسم تلك الاحداث ، للتصوير الإسلامي هدفاً يختلف عن أهداف فنون التصوير التي سبقته او عاصرته فهو يتجه إلى "التجميل" فقط، وهذا يتحقق بالنقل عن الطبيعة نقلاً صادقاً  كما يتحقق ذلك بالتصرف في رسم ما ينقل عن الطبيعة وفي تحويره وتهذيبه، ان الشي الصادم والمبهم في هذه المقامات وخصوصا في المقامة التاسعة والثلاثون  نجد تعدى ما هو متوقع من رسام مسلم  تتمثل دهشتنا في حرية العمل وبراعته حيث صور الواسطي القصة بصور متعدده حيث تجرأ على رسم سيدة تمر بمخاض ولادة كاشفا عن اجزاء جسدها برسمة أمامية واضحة، وفي رسمة اخرى من هذه المقامة نلاحظ وجود كائنات غريبة تشوه من شكل الانسان  وتربطه ببعض الاساطير الرافدينية القديمة . بعد عمل بحثي لمحاولة العثور عن اصل هذه الكائنات الغريبة ، توصلت الباحثة  الى الاصل الرافديني لهذه الاشكال هما (عشتار و طائر الارواح)  واللذان يعودان الى الاثار الاشورية ذات الجذور البابلية القديمة.