ايقاع الشخصية في النص المسرحي الشعري

مسرحية ابن العلي اختياراً

الملخص

يحدد كُتَاب النص المسرحي ايقاع شخصياتهم المرسومة على الورق وفق مجموعة معطيات يستمدونها من البيئة المحيطة بهم، اضافة الى عوامل اخرى منها ما له علاقة بالنضج الفكري والوعي الثقافي ومنه ماله علاقة بالطبقة الاجتماعية، فإيقاع الشخصية يختلف في زمن الحرب والاوبئة والكوارث عن زمن السلم والاستقرار، وايقاع الشخصية لدى كتاب المسرح الإغريقي بشخصياتها الأرستقراطية يختلف تكلفاً وترهلاً عن ايقاع الشخصية الرومانية الدينامي التي يلعب فيها الخدم والعبيد الادوار الرئيسة فيه، ومن الطبيعي أن يختلف ايقاع الشخصية في نصوص المسرح الشعري بلغته العالية وصوره الشاعرية عن ايقاع الشخصية المحاكي لما هو واقعي في نصوص المسرح النثري، ومن هذا المنطلق وقع اختيار الباحثين على دراسة (ايقاع الشخصية في النص المسرحي الشعري) لقلة الدراسات التي تناولت المسرحيات الشعرية مقارنةً بالدراسات التي عُنيت بالمسرح النثري، ولهذا كان تساؤل هذا البحث (ما هي صور الايقاع في النص المسرحي الشعري) وقد تناولا مخطوطة مسرحية (ابن العلي) انموذجاً في فصله الاول المنهجي اضافة الى ادراج تعاريف لغوية واصطلاحية واجرائية لمفاهيم (الايقاع والشخصية) ككلمات مفتاحية. اما الفصل الثاني فقد ارتأى الباحثان بدايةً أن يعطيا نبذة تاريخية موجزة عن نصوص المسرح الشعري في الوطن العربي، بمبحثين ، فكان المبحث الاول بمحاوره الثلاث معنونا بــ (مفهوم ايقاع الشخصية فلسفياً وسيسيولوجيا وسيكولوجيا) ، وجاء المبحث الثاني من الاطار النظري بمحوريه لدراسة (ايقاع الشخصية في النص المسرحي العالمي والعربي) بنماذج مختارة من المذاهب المسرحية من الكلاسيكية القديمة الى اللامعقول، لينتهي هذا الفصل بما اسفر عنه الاطار النظري من مؤشرات والدراسات السابقة. الفصل الثالث (اجراءات الباحث) اتخذ فيه الباحثان من مخطوطة نص مسرحية (ابن العلي) عينة تحليلية لأنواع ايقاع الشخصيات ومرجعياتها  اضافة الى مؤشرات الاطار النظري كأداة  في تحليل العينة حسب المنهج الوصفي التحليلي، وتضمن تحليل ايقاع الشخصيات ومرجعياتها فكانت : الشخصيات الرئيسة النامية ، الشخصيات الثانوية ، شخصيات الكومبارس ، الشخصيات الرمزية ، الشخصيات الاسطورية والشخصيات الماورائية ، وفي الفصل الرابع و الاخير تم مناقشة ثمان نتائج لعينة البحث بالتفصيل وليلحقا تلك النتائج باستنتاجين كان من بينها( يلجأ أغلب كتاب النص المسرحي الشعري العربي الى الميثولوجيا والوقائع التاريخية واسقاطها على الواقع المعيش برموزه السلطوية تجنباً للملاحقة الامنية والمسائلة وللتخلص من مقص الرقيب)، وادرجاً اخيراً مقترح دراسة (بنية الزمكانية في مخطوطات سالم الخباز المسرحية – نص مسرحية المسيح انموذجا) ولتنتهي هذه الدراسة بإحالات البحث ومصادره، وليسلط الباحثان الضوء على كاتب مسرحي شعري عراقي هام (سالم الخباز) امتلك في رصيده المدون خمسة دواوين شعرية وخمس مخطوطات مسرحية شعرية لم ترَ النور وينتمي الى جيل ادب السبعينيات من القرن المنصرم.